قراءات في سيرة محمد التريكي وأعماله الموسيقية

يلخص هذا الكتاب الجماعي بـ 180 صفحة مسيرة محمد التريكي الفنية في تعبير عن المشهد الموسيقي لتونس على امتداد كامل القرن العشرين ؛ بكل التحولات التي طرأت عليه، والمعارف الموسيقية النظرية والتطبيقية التي تراكمت خلاله، والتقنيات التي استعملت لتوثيق الموسيقى وتسجيلها وبثها، ومختلف الأنماط والقوالب الموسيقية وأساليب التلاحــــين التي تمّ تداولها. ومحمد التريكي هو شاهد على عصره وفاعل فيه في الآن ذاته، فقد أصبغ على الثقافة الموسيقية للتونسيين بألوانه الذاتية ووَجَّهَهَا طِبْقا لرُؤاهُ الجماليّة، وأثَّرَ في الذائقة العامة، وأسَّسَ لِخطاب موسيقيٍ وَقَعَ تبنيه رسميًا وشكَّلَ ما سيُعرِّفُهُ البَعْضُ "الهوية الموسيقية التونسية". وفي هذا الصدد، يأتي هذا الكتاب ليتجاوز هشاشة الذاكرة ويُرسّخَ لمكانــــة محمد التريكي في المخيلة الجماعية لتونسيين ويعزز ذكره بصفته فنانا قدَّمَ الكثير للموسيقى المغاربية والعربية، وذلك بتبيين أهمية منجزاته المتعددة وتوثيقها، والكشف عن مميزات أعماله الفنية وتثمينها.